حقّق المنتخب الوطني لكرة القدم تربصا دون خطأ، حيث سجل دخولا موفقا في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، بإحرازه فوزين الأوّل أمام منتخب غينيا الاستوائية بهدفين نظيفين، بملعب ميلود هدفي بوهران خلال الجولة الأولى، وعاد الثلاثاء بفوز ثمين من مونروفيا أمام المنتخب اللّيبيري بنتيجة (3-0).
تمكّن المنتخب الجزائري من تسجيل 5 أهداف وعدم تلقي أي هدف، مع خطف صدارة المجموعة الخامسة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025 بالعلامة الكاملة برصيد 6 نقاط من مواجهتين، الأمر الذي جعل الصفحة الرسمية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم على موقع «إكس» تكتب: «2 فوز، 6 نقاط، 5 أهداف، 2 «كلين شيت» وصدارة المجموعة الخامسة.. وهو ما يؤكد بأن الجميع تيقّن بأن «الخضر» عائدون إلى سالف عهدهم رفقة الطاقم الفني الجديد.
الإصابــات أصعـب تحـدّ لبيتكوفيتـش..
ما ميّز التربص الذي خاضه المنتخب الجزائري خلال شهر سبتمبر هو كثرة الإصابات، حيث دخل متوسط ميدان فريق نيس الفرنسي هشام بوداوي المركز التقني الوطني بسيدي موسى، متأثرا بإصابة تعرض لها خلال مواجهة فريقه أمام فريق أونجي.
كما أنه بعد مواجهة غينيا الاستوائية سرح فلاديمير بيتكوفيتش، الثنائي الناشط في الدوري السعودي، القائد رياض محرز، وصانع الألعاب حسام عوار، وكان المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية قد استدعى الثنائي ريان آيت نوري ومحمد أمين عمورة مصابا، وكان يطمح لاستعادتهما خلال مواجهة ليبيريا لكنهما لم يتعافيان وهو ما اضطره لتسريحهما قبل سفرية مونروفيا.
لم يتوقف شبح الإصابات عند هذا الحد بل أصيب إسماعيل بن ناصر، خلال آخر حصة تدريبية صبيحة التنقل إلى مونروفيا، وهو ما اضطره إلى مغادرة التربص، ليرتفع عدد اللاعبين الذين تعرضوا للإصابة إلى 6.
شهد تربص شهر سبتمبر الذي انطلق بالمركز التقني الوطني بسيدي موسى، عودة الحارس أليكسندر أوكجدة من الاعتزال الدولي، بعدما أكد له الطاقم الفني بأنه مهم في التعداد ويحتاجه في رحلة البحث عن التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 ونهائيات كأس العالم 2026، بالإضافة إلى عودة القائد رياض محرز الى التشكيلة الوطنية.
شارك رياض محرز أساسيا أمام منتخب غينيا الاستوائية، حيث ضيّع ركلة جزاء خلال المرحلة الأولى من المواجهة، جعلته يتأثر بعض الشيء إلا أنه سرعان ما عاد في المواجهة وصنع ثنائيات مميزة رفقة خريج مدرسة ليون حسام عوار، كما أنه كان وراء هدف السبق الذي سجله عوار، بعدما لعب كرات قصيرة معه وسدّد باتجاه المرمى، الحارس يردّ الكرة ويستغلها عوار الذي وضعها في الشباك.
بـن سبعيني يستعيـد استقـرار الدّفـاع
عرف تربص شهر سبتمبر عودة صخرة دفاع «الخضر» رامي بن سبعيني، الذي غاب عن صفوف المنتخب الوطني منذ مواجهة بوليفيا الودّية بملعب نيلسون مانديلا، التي تعرض في بداية اللقاء لإصابة أبعدته عن الميادين إلى غاية بداية الموسم الجاري، الأمر الذي كلفه الغياب عن نهائي رابطة أبطال أوروبا ضد ريال مدريد.
شعر الجميع بوزن ابن مدينة قسنطينة عند دخوله أساسيا في مواجهتي غينيا الاستوائية وليبيريا، حيث أعاد الاستقرار للخط الخلفي بتدخلاّته الناجحة، وقطعه جميع الكرات الأرضية والهوائية وتنظيم زملائه فوق أرضية الميدان، مؤكدا علوّ كعبه وأنه صمّام الأمان في دفاع «المحاربين»، مساهما بقوّة في إنهاء التربص بـ «كلين شيت» في اللّقاءين.
أثبت متوسط الميدان الهجومي حسام عوار أنه اندمج جيدا في صفوف المنتخب الوطني، حيث تمكن خلال مواجهة منتخب غينيا الاستوائية من تسجيل هدفه الثاني على التوالي، بعد الهدف الذي سجله في مرمى منتخب أوغندا، خلال تصفيات كأس العالم 2026 بملعب نيلسون مانديلا بكامبالا، بآخر مواجهة خاضها أشبال بيتكوفيتش خلال الموسم الكروي (2023 - 2024)، أين تابع الكرة جيدا مسجلا الهدف رقم 4 بألوان المنتخب الوطني خلال 11 مواجهة خاضها.
زرقــان يستغـل الفرصة الأخـــيرة..
استغل قائد فريق شارلوروا البلجيكي آدم زرقان فرصته أخيرا في المنتخب الوطني، حيث كسب العديد من النقاط في أعين الناخب الوطني، أين حقّق دخولا موفقا أمام منتخب غينيا الاستوائية في الدقائق الأخيرة من المواجهة، قبل أن ينصّب نفسه عنصرا بارزا لـ»الخضر» في خطّ الوسط أمام منتخب ليبيريا، بعد غياب كل من إسماعيل بن ناصر الذي غادر التربص قبل سفرية مونروفيا، بسبب تعرضه للإصابة خلال آخر حصة تدريبية بمركز سيدي موسى، وكذا حسام عوار الذي أصيب أمام غينيا الاستوائية، بالإضافة إلى غياب نبيل بن طالب الذي يتواجد في فترة نقاهة بعد تعرضه لأزمة قلبية بعد نهاية الموسم المنصرم.
كان خريج مدرسة أتليتيك بارادو وراء كل الكرات الهجومية للمنتخب الوطني، حيث قام بعمل كبير للصعود بالكرة من وسط الميدان وتزويد المهاجمين، كما أنه نجح في افتتاح عداده التهديفي بألوان المنتخب الجزائري خمس سنوات بعد التحاقه بصفوف «الخضر»، بمحاولة قوّية من على بعد أزيد من ثلاثين مترا وهو الأمر الذي حرّره كليا، وجعله ينهي المواجهة بقوّة وينال فيها لقب رجل المباراة من قبل مواقع الإحصاء العالمية، بعد منحه علامة 8 من 10 خلال اللقاء الذي كان فيه مؤثرا بدرجة كبيرة.
ظهر زرقان بوجه قوّي في مواجهة ليبيريا سيجعل بيتكوفيتش يراجع حساباته خلال المباريات المقبلة، ومن المرتقب أن يعيد الاعتماد عليه خلال المواجهة المقبلة أمام منتخب الطوغو، لحساب الجولة الثالثة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، المقرّرة بتاريخ 07 أكتوبر 2024.
غويــري.. علامــة كاملـة
قام المهاجم أمين غويري بعمله على أكمل وجه، حين تمكّن من توقيع هدفين خلال مواجهتين، الأوّل في مرمى منتخب غينيا الاستوائية بعد دخوله بديلا، مستغلا هجمة معاكسة وضعها في الشباك أمام الحارس العملاق خيسوس أوونو، الذي حرم سعيد بن رحمة من توقيع هدفين حين وجد نفسه في نفس الوضعية وجها لوجه، والثاني في شباك الحارس عبدولاي كوليبالي افتتح به مجال التهديف أمام منتخب ليبيريا، وأعطى به أكثر ثقة لزملائه، ورفع به رصيده إلى ثلاثة أهداف في 8 لقاءات.
أكد خريج مدرسة ليون الفرنسية بأنه مهاجم من طينة الكبار ويستغل أدنى فرصة لإسكان الكرة في الشباك، وهو ما مكّنه من خطف مكانته الأساسية أمام منتخب ليبيريا من بغداد بونجاح، الذي ضيّع عددا كبيرا من الفرص أمام منتخب غينيا الاستوائية، كما أثبت غويري بأنه لاعب يمكن الاعتماد عليه بصفة كبيرة، خصوصا بعدما لعب براحة كبيرة فوق أرضية اصطناعية، وهو الأمر الذي يزعج في الغالب اللاّعبين القادمين من البطولات الأوروبية، الأمر الذي قد يجعل منه القائد الجديد للخط الأمامي بداية من مواجهة منتخب الطوغو المقبلة.
وعاد أخيرا ابن مدينة الباهية وهران بغداد بونجاح، لممارسة هوايته المفضلة بتسجيل الأهداف، بعدما صام عن ذلك طيلة 6 مباريات متتالية، وتحديدا منذ لقاء موريتانيا في الجولة الثالثة من الدور الأول لنهائيات كأس أمم إفريقيا كوت ديفوار 2024، التي أقصي على إثرها «الخضر» من الدور الأوّل لثاني مرّة على التوالي. يبدو أن وضع الطاقم الفني بغداد بونجاح على دكة البدلاء أمام منتخب ليبيريا، حركّته بعض الشيء وجعلته ينتفض، أين تمكّن من تسجيل الهدف الثالث والأخير في المواجهة، بعد دخوله في الدقائق الأخيرة، أين استغل كرة معادة من الحارس بقبضة اليدين، بعد محاولة البديل الآخر يوسف عطال، أسكنها في الشباك وتحرّر بها معنويا من ضغط الصيام التهديفي.
أنقذ الظهير الأيمن يوسف عطال موسمه بالتواجد في صفوف المنتخب الوطني خلال تربص سبتمبر، بالرغم من عدم لعبه في أي ناد قبل توقيعه لنادي السد القطري منذ أيام فقط، حيث أكد الناخب الوطني في الندوة الصحفية التي قدم فيها قائمة الـ 26 لاعبا المعنية بتربص شهر سبتمبر، بأن عطال قدم الكثير للمنتخب الجزائري، وبدوره المنتخب يجب أن يقف مع لاعبه، أين منحه فرصة اللعب أمام منتخب غينيا الاستوائية وفي أقل من 10 دقائق، أقنع الجميع بأنه لاعب مهم للغاية وتمكن من اقناع مسؤولي السد القطري بالتعاقد معه، الأمر الذي جعله يواصل اللعب في المستوى العالي، خصوصا أن نادي السد سيخوض هذا الموسم العديد من المنافسات المحلية والقارية ويبحث عن معانقتها.
كان الموعد خلال مواجهة ليبيريا مع ظهور الوافدين الجديدين محمد فارسي وأمير سعيود لأوّل مرّة بألوان «الخضر»، حيث ظهر لاعب كولومبوس الأمريكي في 77 دقيقة دون عقدة أو مركب نقص، وخاض المواجهة وكأنه يلعب في صفوف المنتخب الجزائري منذ مدة، حيث قدم خلال المباراة مستوى كبيرا ومنح أوّل تمريرة حاسمة لزميله أمين غويري داخل منطقة العمليات، الأمر الذي جعله ينال علامة 7.5 من 10 ويكسب العديد من النقاط.